كيف نفهم مسألة تعدّد المداخل اللغويّة
الأستاذة سعاد الخرّاط (كلية الآداب والعلوم
الإنسانية بسوسة)
تعتبر مسألة تعدّد المداخل اللغويّة وما ينتج
عنها من لبس من المسائل المطروحة التي أثارتها النظريّات اللسانيّة المعاصرة من
بينها نظريّة أقسام الأشياء لقاستون قروس. ويقترن فهم مسألة تعدّد المداخل
اللغويّة في هذه النظريّة بالوعي بالخصائص التركيبيّة. فتعدّد المداخل للفعل
الواحد قي اللغة مثلا يستوجب النظر في مسألة توارد المعمولات مع مسانيدها
الملابسة. ويقودنا أيضا إلى ضرورة التمييز بين استعمال إسناديّ للفعل الواحد ضمن التوزيع
الحرّ واستعماله ناقلا مجازيّا ينتج عنه تحوير في التركيب. من ذلك مثلا أفعال الحركة
التي تخرج أحيانا عن كونها أفعالا إسناديّة دالّة عن الحركة ضمن توزيع حرّ لتصبح
مجرّد نواقل مجازيّة لها وظيفة تحيينيّة وهو ما يتّضح في أمثلة من قبيل : "صعد
إلى الحكم" و"دخل السباق" و"خرج من الغيبوبة". فالأفعال
في هذه الأمثلة قد خرجت عن كونها أفعالا دالّة على الحركة الحسيّة لتصبح نواقل
مجازيّة. فيساهم التحوير التركيبيّ في إحداث تحوير دلاليّ.
نسعى من خلال هذه
المداخلة إلى النظر في الآليّات الدلاليّة والتركيبيّة المتّصلة بكيفيّة فهم ظاهرة
تعدّد مداخل الفعل الواحد التي من شأنها أن تساهم في إحداث التحوير التركيبيّ
فترافقها دلالة مجازيّة. ونحاول الاعتماد على مدوّنة تتّصل بأفعال الحركة وكيفيّة
حضورها في الاستعمال المجازيّ.
يمكنك أن تطرح
الأسئلة وتبدي تفاعلك مع المداخلة في خانة التعليقات
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire