الجلسة العلمية الأولى برئاسة الأستاذ توفيق قريرة - المداخلة الثانية - الخميس 13 نوفمبر2014 س 10:10-س 10:35

قدرة نظرية الفضاءات الذهنيّة على تأويل الأبنية اللغوية

الأستاذ لطفي الذويبي (باحث/كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان)

نظريّة الفضاءات الذّهنيّة Mental spaces theory هي نظريّة نفسيّة عرفانيّة لصاحبها جيل فوكونيي Fauconnier تُعنى بتفسير العلاقة بين دلالة الأبنية اللغويّة المنجزة والآليّات الذهنيّة التي تنتج تلك الدّلالة وتتأوّلها في إطار النّشاط اللغويّ الخِطابي.

     نحن نفترض، في انتظار إثبات صحّة ذلك، أنّ اعتمادنا بعض منطلقات هذه النّظريّة يقدّم الكثير من الحلول التي تسمح بتأويل بعض الأبنية اللغويّة التي لا يمكن فهمها وتفسير كيفيّة اشتغالها باعتماد أدوات التّحليل اللساني الشكلي المحض. ومن بين هذه المنطلقات أنّ النشاط اللغويّ يعدّ نشاطا لسانيّا ذهنيّا منفتحا على المقام توظّف فيه كلّ الرّوابط العرفانيّة connectors لتأويل الأبنية والاهتداء إلى الدّلالة المقصودة. فعلى سبيل المثال عندما يقول النّادل لمُعدّ الأكلات:

أ‌-      صحنُ السّمك تريد بعض الليمون.

فإنّ البنية تبدو لاحنة دلاليّا وإحاليّا لأنّ النسبة المعنويّة غائبة بين الموضوع والمحمول ولاحنة مقوليّا لأنّ المطابقة في الجنس حاصلة بالمخالفة بين العنصرين المتطابقين. لكنّ هناك هناك رابطا ذهنيّا عرفانيّا يجعل المخاطَب يهتدي إلى الدلالة المقصودة والموضوع المحال عليه ويفسّر سبب غياب المطابقة في الجنس داخل البنية. ففهمُ البنية اللغويّة، سواء كانت جملة أو نصّا، صار عمليّة ذهنيّة تفاعليّة مفتوحة تتحقّق بمسار تأويليّ يجري في "فضاءات ذهنيّة" منطلقها المتكلّم ومنتهاها المخاطب في مقام مّا.

     ونرى أنّ مكونات المقال ستكون كالآتي:

·        أهمّ منطلقات نظريّة الفضاءات الذّهنيّة وتنزيلها ضمن أهداف النّدوة.

·        قدرة هذه النّظريّة على تأويل الأبنية اللغويّة المنجزة في ضوء مسألتيْ الإحالة والمطابقة.

·        حضور تصوّر فوكونيي في التراث النحوي العربي من خلال مفهوم العهد الذهني.

     وهذه بعض المصطلحات الموظّفة في المقال: الفضاء الذّهنيّ/ الرّوابط العرفانيّة/ ثنائيّة اللفظ والمعنى/العهد الذّهنيّ/ الإحالة/المطابق النّحويّة... 

يمكنك أن تطرح الأسئلة وتبدي تفاعلك مع المداخلة في خانة التعليقات