samedi 15 novembre 2014

الجلسة العلمية الرابعة رئيس الجلسة: الأستاذ بسام الجمل الجمعة 14 نوفمبر2014 س9-س9:30

فعل التأويل في حديث الغدير

الأستاذة حنان بالشاوش (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان)

 تظلّ مسألة السياق والتأويل من أبرز القضايا القابلة على الدوام للتناول والاستقصاء والبحث نظرا لإمكانية التطرّق إليها من جوانب عدّة. ولقد حاولنا في هذا الإطار إثارة طبيعة العلاقة الكائنة بين التأويل ومجال الفكر الديني، وتبيّن حقيقة الصلة الجامعة بين هذين الحقلين مع التأكيد على مدى تأثير التأويل وفعله في نصّ محدّد من نصوص هذا الفكر هو نصّ الحديث النبوي.
ووفقا لذلك ارتأينا تناول حادثة "غدير خمّ" التي تعلّقت بواقعة من وقائع السيرة، وخضعت بدورها إلى تأويلات متشعّبة أفرزتها بالأساس الاختلافات المذهبيّة، فجاء موضوع مقالنا تحت العنوان التالي:
فعل التأويل في حديث الغدير
إنّ هذا الحديث قد تجاوز لدى الكثير مختلف العلاقات التركيبية النسقيّة، كما تخطّى حدود الإطار التاريخي المخصوص الذي تنزّل فيه ليخضع إلى قراءات تأويلية عديدة يسعى من خلالها المؤوّل إلى صياغة أطروحة محملّة بالمعاني والدلالات تقدّم إلى المؤوّل له على أساس كونها تنطوي على الحقيقة الكليّة والنهائيّة والحال أنّ عمليّة التأويل ذاتها قد تحكّمت فيها اعتبارات مذهبيّة إيديولوجيّة وغايات شخصيّة ودوافع اجتماعيّة أملت عليها تحويل الوجهة الأصليّة للخطاب وحشد الحجج الممكنة والضروريّة لتزكية المقاربة التي يرغب كلّ جمهور في تكريسها.
استنادا إلى ما تقدّم سيتركّز عملنا حول محاور محدّدة ضبطناها كالتالي:
1.  المحور الأوّل: سيتمّ من خلاله دراسة حادثة غدير خمّ في بعدها التاريخي وسياقها الوقائعي: ارتباط الحديث بحجّة الوداع في 18 ذي الحجّة آذار- مارس 632.
2.  المحور الثاني: تجليات خروج الحديث من سياقه التاريخي وإخضاعه لمقاربات تأويلية متنوعة: نموذج1: التأويل السنّي: يعتبر الحديث متعلّقا بواقعة من وقائع السيرة النبويّة: - قراءة أولى: ترفض واقعة الغدير – قراءة ثانية: ترفض حديث الغدير- قراءة ثالثة: ترفض الواقعة والحديث معا.
نموذج2: التأويل الشيعي: يعتبر الشيعة هذا الحديث تتويجا للسيرة النبويّة التي كان من أوكد مهامها تعيين الوصيّ المتمثّل في علي بن أبي طالب. في هذا المحور سيتمّ تحليل مختلف استراتيجيات الإقناع بالخطاب المؤوّل: الاستراتيجيّة التلميحيّة والإستراتيجية الإقناعيّة والوقوف عند أهمّ المقاصد والتنبّه إلى الآليات ذات الفعالية الحجاجيّة التي تبرز ضرورة أهداف كلّ خطاب مؤوّل.
3.  المحور الثالث: غايات الخطاب المؤوّل: أهمّ نتيجة يمكن التوصّل إليها تكمن في كون العمليّة التأويليّة ذاتها تتحكّم فيها إيديولوجيات مخصوصة توجّه الخطاب وجهات عديدة.
يظلّ حديث الغدير خاضعا لثنائيّة ضروريّة هي السياق والتأويل التي تكشف عن الكثير من الحقائق وتقارب العديد من الأطروحات المذهبيّة. 
 يمكنك أن تطرح الأسئلة وتبدي تفاعلك مع المداخلة في خانة التعليقات

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire