samedi 15 novembre 2014

الجلسة العلمية السادسة رئيس الجلسة: الأستاذ عبد الرزاق المجبري الجمعة 14 نوفمبر2014 - س17 س17:30

القرآن ومعضلة تأويل المطلق بالنسبي
الأستاذ محمد لسود  (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان)

كانت أولى كلمات القرآن أمرا بالقراءة، رغم قلة القراء وغلبة الثقافة الشفوية على العرب عهدذاك. ولم يميز أوائل المسلمين عند تلاوتهم للنص المقدس بين الوظيفة التعبدية التي تظهر في الصلاة وفي التلاوة الطقسية، وبين القراءة النفعية بغاية التعلم والتدبر. ورغم توجه القرآن أصلا للعالََمين إلا إنه كان بالأساس شأن العالِمين من كتبة الوحي وحفظته. لقد حدث فرز باكر لفئة الفقهاء عن سواد المسلمين واحتوى القرآن نفسه على الدعوة إلى تخصيص طائفة للتفقه في الدين (سورة التوبة، الآية 122). و لم تتميز فئة الفقهاء بنفوذ ظاهر حتى موت النبي، ولكن التفقه في الدين بالاعتماد أساسا على استحضار القرآن وتأويله قد أظهر أهميته فور استلام المسلمين لمصيرهم بعد انقطاع الوحي وهو ما يبينه الحسم، استشهادا بالنص، في قابلية النبي للموت. وترسخت مكانة الفقهاء عند كل قضية خلافية تعرضت لها الدولة الإسلامية كتدوين القرآن وحروب الردة وتقسيم الفيء وفرض الخراج والثورة على عثمان والتحكيم الذي تلا معركة صفين. أما الدولة الأموية الناشئة فاتخذت لها رسميا خطا تأويليا قائما على القول بالجبر، وكان لمعاوية نفسه اليد الطولى في الدعوة إليه والاحتجاج به. إن طرق قراءة النص القرآني واستمداد التأويلات من سياقه ومحاولة رفده بنص رديف هو الحديث النبوي، تجعلنا نطرح بعض الأسئلة: من هم القراء والمفسرون؟ لجهة التعرف على أصولهم الاجتماعية. وسؤال آخر: ما هي آليات التأويل؟ تحديدا لمنهجية المشتغلين بالتأويل. وسؤال ثالث: من أين تستمد التأويلات الغالبة قوتها؟ التماسا للتمييز بين دور المؤسسة السياسية ودور شبكة العلماء والتلاميذ والأتباع. 

يمكنك أن تطرح الأسئلة وتبدي تفاعلك مع المداخلة في خانة التعليقات



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire